الاثنين، 19 أغسطس 2013

عندما يساومونك على إنسانيتك !

عندما يساومونك على إنسانيتك !

بالأمس تم قتل 36 مواطنا مصريا موجهة إليهم اتهامات، وبما أن الاتهامات مازالت قيد التحقيق، فبالتالي هم مواطنون شرفاء أبرياء.

واليوم تم قتل 25 مواطنا مصريا، جنود بسطاء، تشع وجوههم ببراءة المصريين من ابناء الريف، لا جريرة لهم غير أنهم يؤدون الخدمة في الجيش للدفاع عن أرض الوطن.

يتم استغلال الحدث الثان، لينسونا الحدث الأول. 
ثم يتاجرون بالدماء لوأد إنسانيتك.
يسألونك: أين صوتك من مقتل جنودنا؟
حقا ! 
لم أرى جنونا أكثر من هذا. 
هل تسألني عن رأيي في مقتل إنسان برئ، نحسبه مرابطا في سبيل الله اثناء خدمته في الجيش.
تسألني، وكانت ثورتي في الأصل على إهانة الإنسان المصري في أي مكان، وأي من كان، حتى ولو كان مجرما في السجن.

ثم بالله عليك، 
هل سألت نفسك من المسئول عن دماء هؤلاء الجنود؟
هل تريدني أن ألطم الخدود وأشق الجيوب - بما يخالف هدي نبينا عليه الصلاة والسلام - لمقتل جنودنا؟ 
ولا تريد أن تسأل نفسك، لماذا ترك المسئولون أولادنا بدون تأمين ليذبحون؟

ألا ترى أن الضحايا يتساقطون من الجانبين ولا توجد نتائج لتحقيقات، ولا يقدم لنا متهمين بأدلة واضحة تقنعنا، وتشعرنا بأن العدالة ناجزة؟

من يقول بقتل إنسان، كل ذنبه أنه يريد أن يعبر عن رأيه ويرفض الظلم. ولو خرج عن القانون، عامله بالقانون. 
ولو حمل السلاح تعامل على قدر الفعل. 
لا تقتل وتجرح الآلاف.

من المسئول يا من تخاف على وطنك؟ 
أنا؟ 
لمجرد أني رفضت أن يذبح البعض بغير ذنب أو تهمة؟ 
أم المسئول الذي قال أنه سينقذ البلاد من مقتلة عظيمة، وها هو يقودنا لمقتلة أعظم؟
أليس المسئول، هو من ترك رجاله بلا حماية، يقتلون ويذبحون، وليست المرة الأولى؟
هل سمعت عن سجن أو إقالة أحد من المسئولين لتقصيره؟
أين من قتلوا جنودنا في رمضان قبل الماضي؟

هل يجب أن أضحي بكل المبادئ والأخلاق والرحمة والإنسانية...حتى يتم استكمال ذبح بشر بلا دليل أو تهمة.
وتسخر مني بقولك: بتوع "حكوك" الإنسان؟
وتكتبها هكذا بالكاف على سبيل السخرية من المطالبة بالحقوق والعدل !

رحماك يا الله...
أصبحنا فرقا وشيعا حتى في الدم...
ويكأن دماء الجيش والشرطة تخص المؤيدين للانقلاب، ودماء المتظاهرين تخص الرافضين للانقلاب؟
الدم كله حرام، الدم كله مصري، دم المجند البسيط، ودم المتظاهر البرئ.
ومسئولية حماية هذا وذاك، تقع على من في يده السلطة الآن.

وبالله عليك...
إن كان ما يحدث حاليا، ليس بداية حرب أهلية...فما هو تعريف هذه البداية؟
ما ترونه من بنايات مهدمة ودبابات مدمرة في سوريا أو ليبيا قبلها، 
هي صور من حرب أهلية اشتعلت بالفعل...وليست مشاهد لبداية هذه الحرب.
بداية الحرب كان الشباب يخرج في مظاهرات، وقوات الأمن تسحقهم بكل قسوة وعنف.
تقتلهم بلا رادع وبدم بارد، حتى انفجرت الحرب.

حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم أني أبرأ إليك من كل دم سفك، وأبرأ إليك من كل قول وفعل كان سببا في سفك الدماء.

اللهم أخرجنا مما نحن فيه، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم أحفظ مصر وأهلها من كل سوء وأرنا سبل الرشاد.
يا رب يا رحمن يا رحيم
----
المجد لأصحاب المبادئ
***
مخاميخ صيفية: عدنان القماش.

https://www.facebook.com/Mkhamekh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

al_real_king@yahoo.com