الاثنين، 19 أغسطس 2013

نظرة سريعة على خطاب السيسي

نظرة سريعة على خطاب السيسي

في البداية أحب أن أنوه أن السيسي خطير...نسخة عسكرية لديها القدرة على مداعبة مشاعر عموم المصريين، خصوصا المشاعر الدينية. 
ويتحدث دائما بأسلوب المصري الجدع ابن البلد... !
(ألف مبروك يا ولاد)

بعد تنحية العواطف عن الخطاب تجده خطابا أجوفا...لم يقدم شيئا.
لا حلول مقدمة، إصرار على الموقف، وتجاهل تام لحجم الحراك الثائر ضده على الأرض.
حاول أن يحصر هذا الحراك في فكرة أنه حراك لتيار لا يريد الاستقرار، ويريد هدم الدولة.

حاول أن يظهر بدور حمامة السلام، ولكن الإخوان هم من أضاعوا الفرصة تلو الأخرى.
وأن الإخوان كانوا طائفة يجب التخلص منها، لحماية مصر وشعبها الذي يستحق الحماية والحب والحنان.

أعاد التأكيد على زهده في الحكم، وأننا لا نحيا في ظل حكم عسكري، وأن ما يحدث هو لحماية مصر، واستعادة الشعب لحريته في اختيار من سيحكمه.

لم يحاول كسب قطاعات جديدة، أو استمالة الثائرين حاليا.
بتأكيده على أنه لا خروج عن خارطة الطريق.

وبما أنه يداعب الشريحة التي مهدها له الإعلام...خصوصا الشريحة العكاشية.
كان يكثر من القسم، بما يتناسب مع طبيعة هؤلاء البسطاء.
(ومن كتر الأيمانات...حسيت إنه خلاص هيحلف بالطلاق...
"عليه الطلبات بالتلاته ما حصل غير الكلام اللي بقولك عليه ده يا أبو سوسو")

مع الحديث عن الإسلام والأزهر، وأن الدين ليس حكرا على أحد.
وأنه وعامة الشعب يفهمون دينهم تماما، وربما أكثر من هذا التيار الذي كان يحكم البلاد، هذا التيار الذي يظن أنه يحتكر الحقيقة وحده.
وفي بداية خطابه، ضرب عدة أمثلة دينية، ولو استمر في هذا السياق، لتحول الخطاب إلى خطبة الجمعة.

اشعر كذلك، أنه لو لم يكن هناك عمليات تخريبية ضد بعض الكنائس، وبعض أقسام الشرطة، ما كان ليجد ما يدافع به عن موقفه غير القسم باليمين.
ولم يكن ليفعل غير إعادة اجترار قصة الحرب الأهلية التي أنقذ منها مصر.
(وكأن مصر الآن في طريقها إلى مارينا !)

تأكيده على الرغبة في الاستمرار في العمل وزيادة الجهد والانتاج، وأن يتخطى الشعب هذه المرحلة.
أرى أنه يريد أن يطوى الصفحة، ويستمر في مسلسل تجاهل المظاهرات وردود الفعل الموجودة على الأرض.
وكذلك لكون عدم الاستمرار في الانتاج، يمثل ضغطا شديدا على الدولة.
(وطبعا سيادته مش عارف، إن الشعب المصري في معظمه، نفسه الوضع يفضل زي ما هو...علشان الأنتخة تستمر)

لم يأت على سيرة المجازر، أو يتحدث عن عدد القتلى، ولم يأت على سيرة لجان التحقيق.
فقط القوة والرد القاسي على من يريد أن يهدم الدولة، بل قالها بمنتهى الصراحة في نهاية الخطاب:
"إيدينا ممدوة بكل الخير لكل المصريين
واللي مش عايز خير...هنواجه الكلام ده بكل القوة وكل "العنف" !
ليه؟...علشان نحمي مصر...دولة مصر...!"
(طبعا تلاقي الناس المؤيدة للانقلاب خصوصا شريحة القهاوي، قاموا يصرخوا: "طلع عين أبوهم يا ريس")

وكذلك لم يأت على ذكر الكلام الدائر عن تدخلات الكيان الصهيوني في سيناء، أو عمليات مشتركة أو تعاون...مثل حادثة الطائرة بدون طيار.
ولم يهتم كثيرا بردود الأفعال التي تدينه مثل استقالة دكتور البرادعي.
لم يلمح حتى لهذه الاستقالة، ولم يعرضها على أنها خيانة للوطن في هذه المرحلة.
(طبعا هو مستكفي بالنفخ اللي اتنفخه البرادعي من الإعلام...الضرب في الميت حرام).
لكن التجاهل هو موقف من يريد أن يظهر بمظهر القوي الذي لا يهتز، ولا يفرق معه رحيل أو بقاء أيا من كان.
(إحنا قافلين الفايبريشن يا بشرية...وما فيش حاجة تقدر تهزنا ولا مؤاخذة)

أحضر معه اللواء العصار ليقتل الشائعات عن الانشقاقات.
(أجري ياض أنت وهو...مين ده اللي ينشق...اللي ينشق...نشقه نصين)

قام قبل نهاية الخطاب بتوجيه الشكر والعرفان للدول الخمس التي وقفت إلى جوار الانقلاب.
وحقا رأيته موقفا كوميديا لا يليق بقيادات جيش دولة بحجم مصر.
(أقرب لأسلوب الأفراح الشعبية "وتحية لأبو سامية...أبو سامية...وكمان حودة الجن...وتحية كبيرة قوي لعم الحاج عوضين...صقفوا لهم")

لكن يبقى الخطاب موجها لشريحة بعينها، ولا يريد أن يكسب تعاطفا جديدا.
----
المجد للعكاشية.
***
مخاميخ صيفية: عدنان القماش.


https://www.facebook.com/Mkhamekh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

al_real_king@yahoo.com