السبت، 17 أغسطس 2013

عش ذليلا أو حطم سفينتك

شكرا لمن سأل عني، أنا أمر بوعكة صحية شديدة منذ نهاية العيد.
ومع عدم تواجد الأسرة لانقطاع الطرق، ساءت الحالة قليلا وتأخر الشفاء. لكن أنا في تحسن حاليا والحمد لله على كل حال.

في الحقيقة، أنا في حالة صدمة شديدة.
لا أعلم ماذا أقول في هذه الأحداث المجنونة؟
كتبت كثيرا من قبل، وصرخت كثيرا، ولكن كان كل هذا هباء.
كتبت أن المنافسة بين السياسيين يجب أن تكون على الأرض وبين جموع الناس، وان تكون منافسة لخدمة المجتمع، لا لتقسيمه.
كتبت أن شباب الثورة يجب أن يتحدوا في تجمعات سياسية تخدمهم، وإلا سيكونوا دائما كالدمى التي يحركها كل طرف لصالحه.
كتبت أن الحشود أمام الحشود...لن تؤدي إلا إلى أمرين:
إما شلل البلاد، أو حرب أهلية.
لكن صدق الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي

في الحقيقة لم أتخيل أن هذا سيكون رد فعل جيشنا، أعلم أن هناك أفعالا كثيرة كانت إشارات لما نراه الآن.
ومنها المذابح الصغيرة التي كانت تمهد للمذابح الكبيرة.
لكن كنت أكذب نفسي، ولم أتخيل أن يصل الأمر إلى هذا الحد.
نحن أمام أمرين أسوء من بعضهما، يتم فرضهما:
إما أن تنكسر إرادة طائفة عريضة من الشعب؟ أو تنكسر الدولة؟
سيناريو السيء والأسوء الذي نعيشه من أول الثورة.
عش ذليلا وأرضخ، أو حطم سفينتك.

نحن بصدد محاولة مستميته لدفع البلاد إلى مذابح كثيرة لكسر الإرادة أو تحطيم الدولة، وأرى أن هذا سيجرنا إلى سيناريو سوريا أو الجزائر لا قدر الله.
ولا تحلموا كثيرا باستقلال عن طريق محاربة بعضنا البعض، فمصر أكبر من أن يتركها العدو لحالها مثل سوريا أو الجزائر. ما أن يقضي أحد الأطراف على الآخر، سينقض العدو ليقتنص الوطن الذي تفتت.

لا تحدثوني عن العقل ولا تحدثوني عن التعايش...اللذين أتمناهما.
فهناك مشكلة كبيرة وشرخ عظيم في السلامة النفسية للمجتمع،
وغالبها ناتج عن الإعلام المحرض وعمليات غسل المخ، بالإضافة إلى اضمحلال مستوى الثقافة والوعي - بصرف النظر عن المستوى التعليمي - :
وما ترونه من قصة "طفاية الحريق" التي جعلت البعض ينسى كل ما حدث من أول 25 يناير حتى يومنا هذا.
وسواء هو خطأ في الوصف من أناس محاصرين، أو حتى لو اعتبرتها كذبة. سمها ما تشاء...لكن هذا لا يلغي كل الجثث وكل المصابين وكل حالات الحبس والسحل والقهر؟
ولا يلغي في الأساس كون هؤلاء الناس محاصرين !

أصبح بيننا من يصدقون ما يقال لهم، مهما كان مستواهم التعليمي.
فبالله عليكم، أين هي الأسلحة المكدسة في رابعة؟ أليست هي من الأسباب الرئيسية لفض اعتصام رابعة؟
ثم ما هو مصير كل الشائعات السابقة عن بيع القناة وأبي الهول وغيرهم؟
ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد عندما اشيع أنه سيتم بيع امتياز القناة لدولة قطر، ولم نسمع كلمة عن بيع امتياز القناة لدولة الإمارات؟
وكيف أن السعودية الدولة التي تدعم الفكر الوهابي التكفيري - كما يدعي البعض -، تصبح الدولة المؤمنة المحبة لمصر وأهلها، وتبحث عن سلامتنا؟
من الذي يعترض على دستور كتبته لجنة منتخبة من قبل مجلس الشعب المنتخب...ويصفه بالدستور الإخواني المسلوق؟
ثم بعد هذا يرضى بدستور يٌكتب في مدة أقل، من قبل أشخاص لم ينتخبهم أحد، ولا يمثلون كل شرائح الشعب المصري؟
بل دعك عنك هذا.
أين اسماء المسئولين أو اسم الجهة التي قتلت جنودنا في شهر رمضان قبل الماضي؟
ألم ننتهى من حكم الإخوان الغاشم، وأصبحت مقاليد الأمور في يد من لا يتستر على الإرهاب؟ أين المسئول عن قتل جنودنا؟

بل دعنا نسأل عن الأحدث:
أين هي لجنة تقصى حقائق مذبحة الحرس الجمهوري والنصب التذكاري؟
وهل سنجد لجان تقصى حقائق لفض اعتصامي رابعة أو النهضة؟ أم هي أحداث قامت بها الملائكة ولا يجب مراجعتهم؟

من يقول أن الجيش والشرطة يقتلان العزل، بحجة ان هناك من يحمل السلاح.
لو كان هناك من يحمل السلاح بين المتظاهرين، فلتقتنصه، ويكون القنص بهدف الإعاقة وليس القتل.

ولو تكلمنا عن حمل السلاح كجريمة.
فمن هؤلاء المدنيين الذين يحملون السلاح ويقفون مع الجيش والشرطة؟
والصور والفيديوهات أكثر من أن تحصى.
المبدأ لا يتجزأ...من يحمل السلاح خارج الأجهزة التنفيذية، فهو مجرم.

لكن لا تحير نفسك سيدي وتبحث عن إجابات.
فالواقع يقول، أن هناك من يكره نفسه ويكره كل من حوله، وسيبرر قتلك ولو كنت أقرب الناس إليه.
وهناك من يريد أن يظهر بدور البطل صاحب القلب الكبير والعقل الرشيد الذي يعشق وطنه، حتى ولو ضحى بحريته. ويزداد هذا الحماس بين حاشيته من المؤيدين على المقاهي أو الفيسبوك.
هو يرى ويعلم الظالم من المظلوم، لكنه لا يريد إلا ما تشتهيه نفسه.
ولماذا نُخرج أفراد الجيش والشرطة من هذه الحالة؟ ما الذي يعصمهم من هذا الجنون؟

وهناك طبقة أسوء، خلقتهم حالة الكراهية الحقيقية التي تحرق المجتمع، بالإضافة للفقر والجهل:
أناس بسطاء مغيبون، ليسوا كلهم ببلطجية، يقتلون على الهوية.
لا تفرح اليوم إن كانوا يقتلون من يخالفك في الرأي، فغدا سيقتلونك، عندما يقوم الإعلام المغرض بوصفك بالإرهابي الذي يهدد أمن الوطن.

ولماذا تلوم نفسك على ضبابية الرؤية؟
إذا رأيت صفحة أحد من نحتسبهم عند الله من شهداء ثورة يناير.
وتجد أحد القائمين على الصفحة، قد وضع صورة لضابط شرطة يركض بين الغاز حاملا بندقيته، ومكتوب على الصورة وعيدا للإرهابيين !!!
ملاحظة: أستنكر المديرون الأخرون للصفحة هذا الفعل.

حقا لا أعلم ما هو الحل.
"لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ"

اللهم أحفظ مصر واهلها من كل سوء.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم أخرجنا من كربنا هذا يا الله، أنت ولي ذلك والقادر عليه.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
----
المجد للمجانين.
***
مخاميخ صيفية: عدنان القماش.


تابعونا على صفحة مخاميخ:
https://www.facebook.com/Mkhamekh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

al_real_king@yahoo.com