أصبحنا لا ننسى الإساءة، ويظل الواحد منا يذكرها لسنوات طوال.
لكن أهل الفضل، لا يتذكرون أفضالهم. يتغاضون عن الإساءة، ولا ينسون أفضال غيرهم أبدا.
***
من معاني خطبة الجمعة، دكتور عمر عبد الكافي، مسجد الكوثر المعادي.
صياغة: عدنان القماش.
28 ديسمبر 2012
مرة تلو الأخرى، نرى نفس المقدمات، ثم تتكرر النتيجة ذاتها. صداع إعلامي غير عادي. قليل من الحقائق، وكثير من الكذب والإشاعات. هوجه لا مثيل لها، ثم تأتي النتائج بما لا تشتهي السفن. وبالنظر إلى الواقع على الأرض، تجد أن المعارضة - أو كما يحلو للبعض بتسميتها النخبة - لعبت دورا أكثر من رائع في حشد الناس للتصويت بنعم. فهذه المعارضة المفككة، التي لا تمثل إلا نفسها. قامت بكل ما يدفع المواطنين إلى التصويت في الاتجاه المضاد، وأضاعت الفرصة على المخلصين الذين يريدون الإصلاح ما استطاعوا. وهذا نابع من عدم قدرة هذه المعارضة على التحليل وقراءة الواقع. وأصبح من الواضح حبهم للاستعراض أمام الكاميرات، أكثر من التفكير والتحليل والعمل الجاد على أرض الواقع بين الناس. فالناظر لواقع ما قبل معركة الاستفتاء. يرى قوى كثيرة، كثيفة العدد، كانت سترفض هذا الدستور. السلفيون كانوا يحشدون الحشود، ويجيشون الرأي العام، لرفض هذا الدستور الذي لا يتبنى الشريعة كما ينبغي. حركة حازمون، كانوا قد دخلوا معركة التصويت بلا. وكان سيفهم المشهر، هو رفض تغول أجهزة الدولة، التي لا يكبلها الدستور. بل يقنن الأمر الواقع. مثل موقف الدستور من المؤسسة العسكرية. دكتور أبو الفتوح ومعه دكتور عمرو خالد، بتأثيرهما الكبير على تيار الوسط من الشباب، كانا يرفضان الدستور لكلا السببين السابقين. وكذلك شباب 6 أبريل، بالإضافة للكثير من الشباب الغير مسيس، الذين اعتبروا مسودة الدستور بعيدة عن الطموحات الثورية. المباراة تبدو محسومة، لا ريب. ثم جاء الانفجار. إعلان دستوري، توقيته جعله يبدو ديكتاتوريا. ولو أصدر الرئيس هذا الإعلان بعد الإطاحة بالمجلس العسكري، لاعتبره الكثيرون إعلانا ثوريا. خصوصا لو أضاف إليه خطوة سياسية بارعة. وهي الإطاحة بالنائب العام السابق - وهو أحد أركان النظام السابق لا ريب-، ثم إلقاء الكرة في ملعب القضاء. بتركهم يختارون نائبا عاما من بينهم. أو على الأقل يتم تعيين شخصية ذات مكانة وشعبية مثل المستشار البسطويسي، أو المستشار زكريا عبد العزيز. وبدلا من أن تستغل المعارضة هذا الخطأ، وجعل هذا الإعلان نقطة ارتكاز في إضعاف شعبية الدكتور مرسي. مما يفتح المجال أمامها للفوز بمكانة البديل صاحب الحضور القوي، الذي يحمل هموم وأحلام المستقبل. ذهبت المعارضة في الاتجاه الخاطئ. بمحاولة إسقاط دكتور مرسي نفسه، بدلا من إسقاط الإعلان الدستوري. مما فرض على قوى التيار الإسلامي التوحد، لصد هذه الهجمة التي أصبحت هجمة على المشروع الإسلامي في حد ذاته. فبالإضافة إلى كون دكتور مرسي هو الشرعية المنتخبة الوحيدة، مما أكسبه الكثير من التعاطف. فهو ممثل المشروع الإسلامي، حتى لو نقصه الكثير من العمل في صالح هذا المشروع. وبالإضافة لتوجه المعارضة إلى الهجوم على الرئيس المنتخب. كان من الواضح، ضعف تواجد الشباب الثوري في الميدان. مما أدى إلى ظهور الفلول بقوة. ففقد الميدان قيمته المعنوية، كرمز العفاف الثوري. فبدى الميدان وكأنه تحالف مع الفلول وأهل الثورة المضادة، أو هكذا تم تصوير المشهد. رغم من في الميدان من شباب يبحث عن الحق والعدل. وكان الخطأ الأكبر، هو الاعتماد على قوة الحشد وحدها. نعم حشود المعارضة كانت كبيرة هذه المرة، لكن قلوبهم شتى، وهذه هي نقطة الضعف الرئيسية. والتي أظهرت الفارق بين الفريقين، وأراها النقطة المحورية في كل صراع. وهي أن الكيانات الإسلامية يمكنها أن تكون أكثر مرونة، ويمكن أن تتنازل عن بعض النقاط، مقابل الحفاظ على الكيان الأكبر. وهذا لم يحدث من طرف المعارضة، التي لم تظهر أي قدر من المرونة. وبدت وكأن هدفها التصعيد إلى أقصى مدى. مما أدى إلى الشعور بأن البلاد في طريقها إلى حافة الحرب الأهلية، ومنها إلى الضياع. وتركت الناس يقعون في فخ المؤامرة، سواء كانت المؤامرة حقيقية أو خيالية، لكن العقول أصبحت مهيئة لتصدق أي شيء. خصوصا مع ظهور بعض أجهزة الدولة بمظهر المتآمر. مثل انسحاب الشرطة من أمام القصر الجمهوري، وعدم قيامها بالفصل بين الطرفين المتناحرين، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا. ومن المآخذ كذلك، تصعيد المعارضة للاحتجاجات بشكل سريع، ونقلها من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية، قبل مرور الوقت الكافي الذي يعطي شرعية واضحة لهذا التصعيد. مما أدى إلى فقد التعاطف من قبل البعض. خصوصا أن ما حدث في الثورة ضد النظام السابق مازال عالقا في الأذهان. حيث انتظر الثوار لما يقرب من ثلاثة أسابيع قبل التصعيد والانتقال إلى القصر الجمهوري، بكل ما يحمله هذا التصعيد من احتمالات مواجهة مباشرة.
وبرفع الشعارات الرنانة، بأن الرئيس فقد شرعيته. انتقل الصراع من خانة المعارضة لقرارات، إلى الهجوم على الشرعية. بما يهدد الاستقرار، ويصبح الاحتكام إلى الشارع والحشود هو الحل. فبالإضافة إلى أن النظام السابق لم يملك شرعية حقيقية، كذلك لم يكن لديه من المؤيدين ما يكفي للثبات على الأرض. مما يعني أن أي صدام في وضعنا الجديد، بوجود شرعية وحشود حقيقية مؤيدة لهذه الشرعية. إما أنه سيؤدي إلى إصابة البلاد بالشلل التام، أو الصدام الدموي بين أبناء الشعب الواحد.
هذا المشهد الملتهب، زاد من الرغبة في الاستقرار والحفاظ على البلاد. أكثر بكثير من الرغبة في انتاج دستور أفضل. ثم هذه الحالة المتردية التي ظهر عليها فكر المعارضة، وعدم قدرتها على تقديم البديل. جعل البعض يرى أن رفض الدستور والتصويت بعدم الموافقة. لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، وأنه لو أنتظرنا لمدة عام من الآن، لن يكون في الإمكان أبدع مما كان. وأصبح السؤال: هل سترضى هذه المعارضة بنتائج انتخاب الجمعية التأسيسة الجديدة، إذا جاءت بالإسلاميين مرة أخرى؟ فأصبح الوضع وكأن نعم، تمثل: طريق واضح فيه عقبات. ولا، تمثل: عقبات واضحة، بدون طريق. ثم ظهر النجم الأسطوري في هذا الصراع، والذي تفاجأت شخصيا بما أصابه ! وهو الدكتور البرادعي، الذي قام بدور الطابور الخامس في هذا الصراع. فالرجل أرتكب من الطامات الكبرى ما يكفي لنسف المعارضة. وظهر جليا أنه لا يفهم ولا يشعر بواقعنا المصري. وليس تشويها له، كما كان يدافع عنه أنصاره. ولأول مرة أجد من يؤمنون بفكر الرجل، يصرخون فيه: أصمت. هل يعقل أن يتحدث عن إنكار الهولوكوست، والهولوكوست الحقيقي منصوب في فلسطين الحبيبة، ويلهب ظهورنا ويدمي قلوبنا؟ هل يتحدث عن بوذا، في بلد لا يعرف أهله غير الإسلام والمسيحية، وتكاد تكون الديانة السماوية الثالثة غير متواجدة؟ ثم جاءت الضربة القاصمة باستعداء الغرب الواضح والصريح، بمطالبة الإدارات الغربية بالتدخل. وبعدها توالت الأخطاء بتصريحات متعالية متعجرفة عن الشعب المصري. وأكثرها شهرة هو تصريح الكاتب علاء الأسواني. ودعوته بأن يُمنع من التصويت كل من لا يستطيع القراءة والكتابة. وبذلك يضرب الأسواني فكرة الديموقراطية في مقتل. ويُظهر المعارضة، كمن يعبدون تمثال العجوة، ثم يأكلونه عندما يشعرون بالجوع ! ثم جاءت دعوات الحوار من طرف مؤسسة الرئاسة، التي وإن كانت تراها المعارضة صورية. إلا أنه وجب عليهم حضورها. إن لم يكن لصالح الوطن، فعلى الأقل ليكن بهدف احراج الخصم سياسيا. ثم يتجلى ضعف المعارضة، عندما نصل لنقطة متابعة نتائج الاستفتاء. الكل مشدوه الأفواه، يتابع النتائج التي تعرضها جهات محسوبة على الإخوان، أو في انتظار النتائج التي تعرضها الدولة. ألم يكن هناك آلية لمتابعة الانتخابات ونتائجها، تظهر المعارضة كلاعب سياسي قوي على الساحة، لديه القدرة على التنظيم. مما يعطيها مصداقية تمثيل هذه الجموع. بدلا من الاكتفاء بالتشكيك في نتائج الانتخابات ! لو أحب البعض تبني نظرية المؤامرة، وتبرير ما حدث على أنه محاولة إخوانية، لاعبوا خلالها الجميع لتمرير الدستور، لهم ذلك. لكن مهما كان حال من تعتبره خصما. لا يمكن أن تنكر هذا الدور العجيب والمريب الذي قمت به ! والذي إن دل، فيدل على الخواء السياسي في مجتمعنا. وأن المعارضة ما زالت في حاجة للكثير من الوقت والجهد، لتحصل على قيادة رشيدة، وطرح نفسها كمعارضة حقيقية. وليست معارضة تتكون ممن يأكلون من عرق أفواههم، ولا يهمهم مصلحة الوطن، الذي هو في أمس الحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة. معارضة تعمل على تقويم الحاكم إن أخطأ، وتقديم الحلول البديلة. وليس فقط الاعتراض والتصعيد حتى الوصول بالبلاد إلى حافة الهاوية. وبهذا تخرج من حالة الخصم المعارض، إلى حالة الخصم المناوئ، أو كما يسمى بالشريك المخالف.
ومازالت الفرصة سانحة أمام الدكتور مرسي لاستيعاب هذا الانشقاق في المجتمع. وأول السبل هو استيعاب الشباب الذي يرغب في البناء، وإعطائهم الأمل في غد أفضل. بالتخطيط والعلم والعمل، وليس بالخطب الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
يا سادة عيشوا بين الناس وأشعروا بآلامهم، ولا تنسوا أبدا مداعبة أحلامهم البسيطة.
نحن من نصنع صدمتنا في الناس بأيدينا.
نترك من سطر نفسه على صفحات حياتنا بكل خير وإحسان وسعادة.
ونضخم وجود من هوينا بدون سابقة خير.
كمن يبذر البذور في أرض قاحلة، وينتظر منها أن تنبت ورود ورياحين.
الله وحده هو القادر سبحانه على انبات الزهور في قلب الصخر.
فلا تدعي لنفسك ما ليس في مقدورها، وابتعد بيديك عن الأشواك.
***
عدنان القماش
22 نوفمبر 2012
هذا وبعد أعوام عديدة...
علمت أن السعادة تنبع من داخلنا...ولا مجال لنجدها عند الآخرين.
شكرا لكل من مر بحياتي...سواء أحسن لي أو اساء.
فلولا النقص لما علمنا للكمال معنى...ولولا انحناء القوس، ما انطلق السهم بقوة.
***
معنى الجملة الأخيرة - وليس النص - هو للإمام أبو حامد الغزالي.
عدنان القماش
22 نوفمبر 2012
من وجهة نظري...المشكلة مش في الدستور... ودائما بقول الشعب هو اللي بيحمي الدستور مش العكس... طبعا لازم الدستور يتكتب صح... بس المشكلة إننا محتاجين تعليم وأخلاق... البلد بالحالة اللي فيها دي...ما ينفعش فيها ولا خمسين دستور...
يعني مثلا كام واحد هيقدر يقول للضابط طلع الكارنية بتاعك؟ وكام ضابط هيحترم نفسه ويطلع الكارنية قبل ما يتكلم معك؟
طبعا فيه ناس هتدافع عن حقوقها..والناس دي بتعمل كده من الأول... مش محتاجة دستور يعني... لكن أنا بتكلم عن الغالبية والناس الغلابة بتوع يا بيه ويا باشا... في أمريكا مثلا... الضابط ممكن يطلع عينك...وغالبا بيبقى أد الثور ويقدر يعدمك العافية... بس هو بيعاملك باحترام علشان فيه قانون هيطلع عينه...وكمان هو في الغالب متربي ومتعلم كويس... إذا دستور نضيف، قوانين نضيفة، وناس متعلمة ومتربية... فيما عدا ذلك أبقى قابلني... *** عدنان القماش 12 12 2012 نفس تاريخ ميلاد كائن العوكش...13 13 2013
فيما يخص المادة 35 والقبض على المواطن والتلبس والحوار اللي عامل مشكلة في الدستور، نقول: الفكرة في المبدأ يا سادة يا كرام...لو المبدأ القانوني سليم يبقى قشطة... بس لو فيه غلط في التنفيذ...وأحنا عارفين إنه بيحصل...يبقى لازم المادة تراعي النقطة دي... يعني مثلا يكتبوا: وأي ضابط هيمسك مواطن ويلبسه حتة حشيش...على الدولة أنها تطلع عين اللي جابوه... اللي جابوه دي راجعه على المواطن طبعا :D *** عدنان القماش
يا جدعان سياسة الحكومة دي واضحة زي الشمس
رئيس حكومة يقولك أقعدوا في غرفة واحدة علشان التكييف
ورئيس دولة يقولك كله يحضن بعضه
وبعد السجاير ما غليت الشعب كله هيخمس
وشعار المرحلة هيبقى: "قوتنا في لمتنا"
المجد للباك فاير :D
***
عدنان القماش
10 ديسمبر 2012
أنتوا مش واخدين بالكم من أفضل حاجة في قصة المحلة الفشنك دي.
ألا وهي أننا هنافس أمريكا في تجربتها الديموقراطية,,,
هيبقى عندنا حزب "البغل".
ويبقى عندنا مواطن عادي، ومواطن بالزيت الحار... :D
***
عدنان القماش
8 ديسمبر 2012
يا جماعة الخير... لا قدر الله، لو ناوين على حرب أهلية.
ممكن تخلوها في أجازة الصيف؟
ما هو مش ممكن يعني الواحد يبقى لسه دافع مصاريف المدارس...والعيال تقعد في البيت من دلوقتي...طب نحلل القرشانات الله يهديكم :D
***
عدنان القماش
7 ديسمبر 2012
النهاردة تحس سيادتك إنك نقلت الدركسيون من الشمال لليمين
اللي كانوا في الميدان عمالين يقللوا من قيمة الحشود اللي عند جامعة القاهرة...
وبعدين انتشرت في الجيزة كلها...
وإزاي المنطقة بتاعتهم ثغنططة وإزاي الحشود لا تعني الكثير في قيمتها...
والجمعة الجاية الدركسيون يرجع تاني شمال سعادتك
واللي عند جامعة القاهرة يرجعوا يقللوا من قيمة الحشود في الميدان...
وإزاي إنه ميدان الفلول وإلهام شاهين والعملاء والخونة...
وبين هذا وذاك...
يطلع الدستور ويسقط الإعلان الدستوري وتنتهي القصة...
وندخل على انتخابات مجلس الشعب
ونرجع ندور على الناس اللي ما استعدتش للانتخابات
***
عدنان القماش
1 ديسمبر 2012
انتشرت هذه الصورة لمؤيدي القذافي وصالح وبشار، والهدف منها الإشارة إلى عدم تعبير الحشود عن نبض الحقيقة.
وبما أني لا احتمل وجهات النظر التي لا تخدم صاحبها، أقولها:
1) الانتقاص من قيمة الحشود يعني الانتقاص من شرعية الحشود في ميدان التحرير.
2) بالنسبة لدول الطواغيت القذافي وصالح وبشار.
هي الدول التي استمر الصراع فيها طويلا، وكان المسار هو الدم.
لأن الحشود كانت تعبر عن واقع ما، حتى ولو اختلفنا معه
القذافي:
بالإضافة للمرتزقة، وقف معه أهل قبيلته إلا قليلا
وكاد أن يكتسح بني غازي، لولا تدخل الناتو وتدمير مدرعاته.
وربما تكون حالة القذافي أكثر تعقيدا
صالح:
طال الصراع، بسبب انقسام الشعب ووجود مؤيدين لصالح
وتقريبا لم تصل الثورة إلى الكثير، بوصول نائب صالح إلى سدة الحكم.
بشار:
ساندته الفئة العلوية وبعض من الشعب.
ما زال الصراع الدموي متواصلا.
3) مبارك وبن علي:
لم يمتلكا حشودا تذكر...وهما الوحيدان اللذان سقطا دون معاناة كبيرة، وفي وقت قياسي.
مع كل الحب والاحترام والتقدير لجهد الثوار في البلدين
كتبت هذا المقال منذ أشهر، ثم أمتنعت عن نشره لحزني على مشهد الوطن، وشعورى بعدم جدوى الكلام. ها و قد بدأت تسيل دماء ابناء الوطن بأيدينا، أنشر هذا المقال، لعله يجد قلوب صاغية. اللهم إني استودعك وطني الذي وهبتني حبه، فأحفظه لي يا أرحم الراحمين.
أحلم بتلك اللحظة التي يسير فيها والابتسامة على وجهه ممزوجة بدمعة رقراقة، ينظر من حوله لمصر الشامخة ويقول: لم يذهب دم أبي هباء !!!
الإخوة المتشاكسون فوق أرض الوطن الحبيب.
أما آن الأوان لنخشع قليلا، وننصت لتلك الأحلام التي تطوف حولنا، ونبصر بنور قلوبنا الآنات التي تموت دونما سبيل لتخفيفها.
هل من سبيل لتتوقف أفواهنا عن مضغ الكلام ليل نهار؟
تاركة أمواج الحياة تتلاطم، ما بين دمعة أم تبكي صغيرها المريض الذي لا تجد مكانا لعلاجه.
وأب يدور مع طواحين الدنيا، حتى يعود في نهاية يومه متعبا بقلب كسير، يحمل لقيمات حصل عليها بذله قبل عرقه.
أما آن الأوان لنرى أنفسنا كصغار أنانيين، يتشبث كل منا برأيه وكأنه وحي يوحى.
وتحركنا الكراهية ضد الآخر، سواء أصاب الآخر أو أخطأ.
عامل بسيط، يبدو أبيا رغم تواضع ملابسه.
عاد حزينا بعد أن فشل في الحصول على أداة يتمم بها عمله، تركه صاحب المحل ينتظر طويلا، ثم عامله بطريقه لا تنم عن الثقة في شخص هذا العامل الأبيّ، فغادر العامل المكان مغاضبا.
هذا العامل يكد ويكدح منذ الصباح إلى المساء في عمل صعب كله شقاء، وينتهى يومه بجنيهات قليلة.
يعمل طوال أيامه على صنع الرفاهية لغيره، ولا يحصل إلا على معانقة عينيه لهذه الرفاهية التي تغنيه عن الأحلام.
حكى لي هذا العامل عن قدر البكاء المرير الذي بكاه، عندما وضع قدميه أول مرة في ميدان التحرير.
وكيف انطلقت من داخله آنات أيام وسنين من القهر والشقاء، فظل يبكي في الميدان كالطفل الصغير.
يبكى أياما جاع فيها واقفا أثناء العمل في صغره، وتحسست روحه تلك اليد القاسية التي كانت تبطش به لتعلمه فنون المهنة بالضرب والسب. وكيف كان يتم معاقبته بشدة، لكي لا يكرر الخطأ؟
وتطوف آلامه مرافقة قلقه بين تلك الأكمنة الأمنية، التي تستوقفهم في طريق العودة إلى البيت في أوقات متأخرة بعد السهر طويلا في العمل.
ترك هذا العامل البسيط عالمنا الذي نفرشه بعبارات فلسفية لا نفقه معظمها، وديباجات طويلة نتحدث بمضمونها قبل أن نستكمل قراءتها. تركنا لنحيا في وهم المعرفة والثقافة. وذهب ليغيب مع ضجيج طواحين الحياة القاسية من جديد.
ولم يحمل من ثورته زادا، غير تلك اللحظات التي حلم فيها بعالم أفضل، ورأى صرخاته تحقق الحلم، وتُسقط أبراج الظلم والطغيان.
أما آن لنا أن نخشع قليلا، ونعمل لصالح هذا الوطن الذي يئن.
ألا ترون أطفالا في الطرقات كالكلاب والقطط الضالة، لا تجد مكانا يأويها ولا تجد فتات الطعام الذي يقيم صلبها، بينما نحمل صغارنا بكل حب وحنان.
وما أن تتوقف لتعطي أحد هؤلاء المشردين مالا أو قطعة حلوى، تجدهم يلتفون من حولك، وكأنهم النمل خرج من بين الشقوق.
تتعجب لكثرة عددهم وهم يزحفون نحوك بملابس الأكفان أنظف منها.
أما مللتم تلك الدموع التي تنسكب كالأنهار حزنا على إخوة لنا في سوريا ومن قبلهم فلسطين والعراق وأفغانستان...وتطول القائمة.
يُقتلون ويُذبحون ولا نملك غير الدعاء، لا ننكر ما للدعاء من مكانة وفضل، ولكن ألا تتمنون أن نصبح يوما أسيادا ندافع عن إخواننا بسواعدنا؟
بعد الثورة عاد إلى البيت بملابس ممزقة. ظنوا أنه تشاجر مع بعض الفوضاويين والبلطجية.
اكتشفوا أنه وقف لينظم المرور في منطقة تركها المجند المسئول، فتداخلت السيارات وتعطل السير، فوقف صاحبنا لينظم حركة السير.
ولأن الكثيرين منا مازالوا يظنون أنهم أصحاب الحق حتى عند قيادة السيارة، كاد أحدهم أن يدهسه ولكن الله لطف به، فقط اشتبكت السيارة بملابسه ومزقتها.
وهكذا أصبحت أرى البعض يفعل. يقف غيره لينظم ويصلح منظومة في شدة الفساد والتعقيد. ولا يهتم صاحبنا بغير نفسه، حتى وإن دهس من يحاول الإصلاح.
ومازال البعض يظن أن من يرونه القائد، هو وحده المخلص الحكيم، ومن دونه سيضيع الوطن.
كادت الثورة أن تفقد كل إنجازتها، فماذا فعلنا؟
مهرجان براءة لقتلة الثوار. جهاز شرطة خرب، يحتاج إلى إعادة بناء. وجهاز قضاء في معظمه كالعزبة، والشعار هو القضاء النزية ! ومن قبلها إعلان غير دستوري مكبل أصدره العسكر، أعلنوه مساء يوم إعلان نتائج انتخابات الرئاسة، ولم ننبث ببنت شفة، إلا من رحم ربي. مجلس شعب هُدم، ولم نحرك ساكنا. جمعية تأسيسة يمكن حلها، ومجلس شورى مهدد، ولا نهتم. وإعلاميون مزيفون يأكلون عقول البسطاء بكذب صريح، وأطلقوا العنان للسب الصريح واللعن البين. وما زلنا لا نفعل غير الشماتة فيمن نعتبره خصما ! ونخوض نفس المعركة المرة تلو الأخرى، ولا نتعلم أننا سنخرج جميعا خاسرين.
ماذا فعلت غير الجلوس خلف شاشة صندوق الدنيا، تمسك سيفك الخشبي وتسب هذا وتلعن ذاك. كم من فقير زرت، وكم من محتاج ساعدت؟ كم جمعية خيرية ساهمت في أنشطتها؟ كم من جاهل حاولت أن تُعلم؟ كم حزب سياسي زرت لتتعرف على برنامجه وأهدافه؟
بل هل ساعدت نفسك في الأساس؟
لما يقرب من عامين، كم كتاب قرأت؟ كيف تفكر وتطلق الأحكام وأنت لا تعرف يمينك من يسارك في مجالات العلوم والثقافة؟
لن يسمو الوطن إلا بالعمل من قبل من يعلمون ما يفعلون، ويتحركون بنور العلم، وحماس الشباب، وأمل الثوار. لن تتغير الحقائق إلا بالعمل الفاعل على أرض الواقع. العمل بين الناس الذين دأبنا على وصفهم بالجهل والتخلف، دون أدنى محاولة للتعرف عليهم وعلى أحوالهم.
وختاما:
"أولئك الذين يدعون الناس للحرية ثم لا يحترمون نتائجها، هم قوم كاذبون !"
أما آن الأوان لنخشع؟
بقلم: عدنان القماش
تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2012 تاريخ الكتابة: اغسطس 2012
أحلى حاجة في اللي بيحصل في مصر...أننا وقفنا الدوري، لكن لسه شغاليين تشجيع.
المصري هيفضل مصري...النيل رواه والتعصب جواه - إلا من رحم ربي -.
من برنامج الثورة في الملعب...
***
مخاميخ: عدنان القماش.
23 نوفمبر 2012
- في الماضي، كنت أفضل ركوب القطارات، هذا بالطبع قبل أن تصبح القطارات وسيلة مواصلات إلي الآخرة.
شرد العمدة ببصره، قبل أن يقول بنبرة حزينة:
- لديك كل الحق يا أستاذ. الله ينتقم منهم الإنجليز، هم السبب في كل ما يحدث لنا الآن. يجلبون إلينا الشئ، ويتركوه يقتل خلق الله هكذا.
التفت نحونا متحمسا، سألنا:
- ألا تظنون أنه ينبغي أن تصدر فتوى بتحريم ركوب القطارات، لكون ذلك يعد انتحارا؟.
لم يجبه أحد....!!!
***
مقطع من رواية "بيب بيب"...الملحمة التاريخية للمواصلات المصرية
كتبتها قبل أكثر من أربعة أعوام، كنت أسخر...لكن يبدو أن هذا سيكون الحال !
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
http://3akawes.blogspot.com/
عدنان القماش
18 نوفمبر 2012
مبروك لشعب مصر الوصول إلى محطة أول رئيس منتخب، حتى ولو كان منزوع الصلاحيات، ندعو الله أن يغنيه من فضله.
اليوم خطت الثورة خطوة جديدة، وقامت بهدم جسر كان يسعى النظام السابق لعبوره.
بدا اليوم غريبا متوترا، لكني قررت حضور هذه اللحظة التاريخية في قلب ميدان التحرير، وكذلك للشد من أزر الثوار، فأنتم تعلمون أن طنطاوي يخشى تواجدي في الميدان بشكل كبير.
ركبت القطار عائدا إلى القاهرة.
وأسعدني الحظ أن كان إلى جواري أحد القضاة الذين يعملون على قضايا الفساد الحالية، وكان كل خمس دقائق تأتيه مكالمة ليطمئنوا عليه ومتابعة خط سيرة.
وتحدثنا كثيرا، وطبعا أفشى لي نصف أسرار الدولة. وأظنه أعتبرني ابنه الصغير، فقررت ألا أخونه ولن أخبركم بهذه الأسرار. لكن من هذه الأسرار التي قررت أن أخفيها، أن سيادة الشفيق سيتم شفشقته قريبا.
عندما أقتربنا من القاهرة، جاءت مكالمة تخبره بأنه من الأفضل العودة، لأن الأجواء متوترة. ثم عادوا وطلبوا منه الاستمرار في رحلته.
ثم اخبروه أنه تم ترحيل جميع العاملين بوزارة العدل، وأحاطت بها قوات الأمن بكثافة.
ضحك وهو يقول: يبدو أنهم سيعلنون فوز شفيق.
وتنامى إلى علمي بعد ذلك، أن كثير من أماكن العمل، تم صرف الموظفين منها، خشية أن تشتعل الأحداث.
تصافحنا وتركته ينطلق لملاقاة الحراسة التي حضرت لمرافقته، وتوجهت إلى محطة المترو.
وعندما نتحدث عن محطة مترو رمسيس،فنحن نتحدث عن نموذج مصغر من يوم الحشر، لكن هيهات، كانت المحطة شبة خالية.
ركبت المترو، هبطت إلى محطة التحرير، فوجدتها شبة خالية على غير العادة. حسبت أني سأكون وحيدا. لكن ما أن صعدت، حتى تغير المشهد، وكأنني خرجت إلى حلبة المصارعة في زمن الرومان.
هتافات حماسية وأناس لا تفت الشمس في عضدهم.
لكن التوتر الشديد والقلق لا يخفيان على أحد، والجميع ينتظر إعلان النتيجة في ترقب.
وأكثر ما يلفت الانتباه هو التواجد الشبابي القوي. والذي يمثل أغلب من في الميدان. والملاحظ كذلك التنوع والاختلاف بينهم، فلا تخطئ عيناك الشباب الملتحي ولا تخطئ كذلك الشباب صاحب الشعر الروش.
وكان من بين الحضور من يتمنى من كل قلبه نجاح الدكتور مرسي، لكن الكل يتفق على أمنية سقوط الفريق شفيق.
طال الوقت والشمس تلهب الأجساد والرؤوس، لكن كان هناك من يمر لينعشنا برذاذ الماء.
صلينا العصر، واقتربت لحظة الحسم. جاء الخطاب الطويل من اللجنة العليا، والذي كان يذاع على المنصة، ومرت الثوان كالساعات، ومل الناس من التفاصيل، فبدأو يتبادلون النكات حول الثمانية أصوات التي أضيفت إلى هذا المرشح، والسبع أصوات التي أضيفت إلى ذاك.
ثم بدأ المستشار فاروق سلطان بإعلان نتيجة السيد شفيق أولا. وما أن نطق النسبة التي حصل عليها، حتى انفجر الميدان في فرحة عارمة.
هلل الجميع وهتفوا: الله أكبر.
انطلقت الألعاب النارية، احتضن الناس بعضهم بعضا، من تعرفه ومن لا تعرفه، بكى البعض من شدة الفرح والتوتر. والأهم أنه تم إغراق كل من في الميدان بكميات كبيرة من الماء، تعبيرا عن الفرح والابتهاج، شعرت وقتها بأني فزت بأحد سباقات الفورميولا .
وتوحد الميدان على هتاف، "ثوار أحرار هنكمل المشوار”.
ثم تم قراءة بيان من الدكتور مرسي على المنصة الرئيسية.
الوعي كان واضحا بأن المعركة ليست الوصول بالدكتور مرسي لكرسي الرئاسة، ولكن الهدف هو الوصول لمرحلة تسلم السلطة من النظام السابق، وما سيأتي معها من مواجهة مع المجلس العسكري.
بعدها تجولت في الميدان، وكنت أشعر بدوار من الشمس، ومازلت حتى لحظة كتابة هذه السطور، اشعر بإرهاق. وقد ظهر في الميدان عدة حالات إغماء، ساعد في ازديادها الزحام.
وبينما الشباب يهتفون للثورة ويهتفون ضد حكم العسكر، جاءت سيدة من سكان المناطق الشعبية، وقامت بتكسير عدد من "القلل" احتفالا بزوال الفلول .
خرجت بعدها من الميدان بحثا عن الماء والهواء، فرأيت الاجواء وكأننا فزنا بكأس العالم.
شباب يعلو أسطح مواصلات النقل العامة، ويرقصون في فرح، والأجمل أن سائقي الحافلات يحتفلون معهم بالإضاءة، واستخدام آلة التنبية.
السيارات تجوب الشوارع رافعة علم مصر. والكثير من الناس يتوافدون على الميدان، من مختلف الشوارع، ويخرجون في أفواج من محطات المترو.
حتى عندما قررت العودة للمنزل، أضطررت للذهاب إلى محطة مترو بعيدة لاتمكن من الهبوط إلى المحطة.حيث أن اللجان المنظمة، كانت تعمل على تنظيم حركة الصعود والهبوط من وإلى المحطة، فكان يجب الانتظار كثيرا.
من الهتافات:
يا مشير قول الحق، مرسي رئيسك ولا لا؟
سامع أم شهيد بتنادي، مرسي هيجيب حق ولادي.
واحد اتنين عكاشة راح فين؟
وكان كلما حاول أحد الشباب الهتاف ضد شفيق، مثل يا شفيق يا عرة الثورة مستمرة.
كان الناس يطالبونه بالتركيز على الهتاف ضد العسكر والمطالبة باستمرار الثورة.
ثم مررت برجل كبير السن، كان يعبر عن فرحته بجملة يقولها بالفصحى: مرسى طرح شفيق أرضا بقوة.
وقطعا لا يفوتنا الشق الاقتصادي وبورصة الميدان، حيث أنه بمجرد أن تم إعلان فوز الدكتور مرسي، ارتفع سعر الصواريخ والشماريخ، ليصبح ضعف سعرها في أي مكان وزمان آخرين .
حقا هذا يوم من أكثر الأيام التي رأيت فيها السعادة الحقيقية على وجوة أهل بلدي الطيبين، حفظهم الله من كل سوء.
وأرى أنه ستستمر الثورة في الصراع مع العسكر.
أصبح الإخوان في لحظة تاريخية، إن أفلتت من بين يديهم،فلا أظنها ستتكرر.
أصبح على الشباب التوحد لتكوين جبهة ثورية تعبر عنهم، وتكون قوة حقيقية، تراقب أداء الإخوان، ولا تترك لهم الحبل على الغارب، وتنافسهم في المستقبل القريب.
أخيرا وليس آخرا، بعد شكر الله وحمده،
شكرا شباب مصر، شكرا لصعيد مصر والذي حق له منذ اليوم إطلاق النكات على وجة بحري.
شكرا لحركة 6 إبريل، شكرا لشباب ألتراس، شكرا لجماعة الإخوان، شكرا للدعوة السلفية، شكرا للجماعة الإسلامية ودورها الكبير في حشد الناخبين في الصعيد، شكرا لكل من تخطى المشاكل والخلافات، وغلب المصلحة الوطنية.
شكرا لشعب مصر الذي صبر واحتمل كل الممارسات الانتقامية على مدار عام ونصف، لكنه أثبت أنه رغم كل التزييف والكذب والإشاعات، إلا أن وعي هذا الشعب عظيم.
وقطعا لا ننسى توجية شكر خاص لجماعة آساحبي الإرهابية. آساحبي آمجرم.
وأختم بمعنى جميل قاله الأستاذ فهمي الهويدي، فقد رأيت هذا المعنى يتحقق اليوم، فقد نجحت الثورة في تحقيق نتيجة مرضية، ربما لا تمثل أفضل ما تمنينا، ولكنها تخلصت من أسوء ما كان يمكن أن يحدث.
لنتكاتف معا حتى نخرج العسكر من المعادلة، ثم نبدأ في العمل سويا لبناء نظام جديد يكون لكل منا فيه دور يمارسه.
فيديو قمت بتصويره للحظة إعلان الدكتور مرسي رئيسا لمصر
في طريق العودة من زيارات عائلية خارج القاهرة. قررت أسرتنا الكريمة الذهاب إلى ميدان التحرير، للاحتفال مع الشعب بقرطستنا جميعا. ما أن أقتربنا من باب الخروج إلى الميدان، أنقض علينا فتى طيب، يحمل ثلاثة أكواب بها ألوان. وأخذ يرسم على وجوه ابنائي علم مصر. وكدت أن أبكي من شدة التأثر بهذه الوطنية والروح الطيبة ومدى تضحية الشاب بوقته ليظهر الثورة وأطفالها بهذا الشكل الأنيق. وما أن أنتهى، ابتسم قائلا: خمس جنيهات فقط. وكانت مفاجأة. فأنا أعلم أن هناك من يقوم بنفس الفعل دون الحصول على مقابل. وعندما سألته: لماذا لم تخبرنا؟ قال: خليها علينا يا أستاذ. فأعطيته ثلاث جنيهات.
الأجواء عادت للتألق كالعادة، ودبت الروح في ميدان التحرير من جديد، مشهد يبعث الأمل في النفوس . وأظهر الشعب الكثير من الوعي، فرغم أن المظاهرات انطلقت إعتراضا على أحكام قضية قتل الثوار. وخصوصا بعد أن أثبت القضاء المصري الشامخ على روحه، أن الضحايا كانوا يمثلون أنهم موتى. وأثبت كذلك أن ابناء سيادة الرئيس الرمز ومساعدي شيطان الأنس كانوا كلهم ملائكة أبرياء. إلا أن جل اهتمام الثوار انصب على سيادة الشفيق. والذي يمثل بوصوله للرئاسة بداية النهاية، حيث ستعود آلة القمع لتعمل بكل قوتها. وعند وصول سيادته، سنبارك مقدما للإخوان، حيث أننا نتوقع لهم الحصول على دور القاتل المجهول في مسلسل الثورة المصرية التي سيتغير اسمها إلى الثورة الكوميدية، إذا وصل سيادة الشفيق إلى سدة الحكم.
آلاف الشباب يهتفون ضد العسكر والداخلية والعرة...الذي ما هو إلا الشفيق. وفي هتاف آخر يتم تعريفة بأنه الجزمة.
الحالة العامة عبارة عن غضب عارم. والشباب أصبح يستعمل الهتافات الصريحة في كشف الفضيحة. وبينما كان الأستاذ عبد الله ابني يريد النوم، فأخذ يبكي ويطالب بالذهاب بعيدا عن هذه الثورة المزدحمة. أظهر السيد عبد الرحمن ابني الأصغر الكثير من الوطنية، ولعبت الجينات المصرية دورها. فما أن أبتعدنا عن شارع محمد محمود الذي كان يحتشد فيه شباب الألتراس. أخذ عبد الرحمن يبكي لأنه يريد العودة إلى الشعب. هكذا يسميهم، ليصفق معهم. فدائما يهتف "الثعب يُيد استات النثام"
توجهنا بعدها لنصبح أمام مجمع التحرير، وهناك ترى الكثير من الجرافتي والكتابات. وهناك كتابات على الأرضية. مثل: يسقط يسقط حكم الشفشق. وغيرها مما يستلزم تدخل الرقابة لحذفه. فحصل كل من الأستاذين أقلاما وأخذا يرسمان. وهنا رسم الأخ عبد الله الفاضل، صورة سيادة الشفيق في شيكارة، وفقا لما ورد في القصيدة العصماء. يا إخوة لا تيأسوا، الأجيال القادمة لا حل لها بعون الله.
وبعدها تصادف حضور السيد مدحت، والشهير بالمعلم زلطة. والتقطنا له صورة مع الأستاذ عبد الله. ثم انطلقت بعض الألعاب النارية في الهواء. ورغم روعة الأجواء، لكننا لم نتمكن من المكوث طويلا فانطلقنا إلى البيت. بينما الشباب ينظمون أنفسهم لعمل اللجان الشعبية، لحماية مداخل الميدان.
وأثناء الذهاب إلى المترو للعودة إلى المنزل، كان هناك بعض النسوة في محطة التحرير، يهتفن: يا شفيق يا عره...بكره هتطلع بره يا شفيق يا جزمه...يا اللي مالكش لزمه ثم يتم تغيير الجملة الأخيرة ببراعة بلاغية لتصبح "بانص برباط": أضربوه بالجزمه ...شفيق ما لوهش لزمه.
ما بال ثوار يعشقون جلد الذات وإلقاء أسباب خسارتهم على غيرهم. أشعر وكأنكم تلومون البسيط على بساطته، والجاهل على جهله، أفيقوا يرحكمكم الله. ضُربنا ضربة قوية، أعلم هذا. لكن جزء منها تعود أسبابه لنا، فبينما نسخر من عكاشة ونضحك. كانت كلماته - التي كان يستقيها من أجهزة أمن النظام السابق- تزحف في جسد المساكين والفقراء وقليلي العلم.
ماذا فعلتم بشكل عام لصد الهجمة الإعلامية على الثورة والثوار؟ من منكم ذهب ليجلس مع إنسان بسيط ليحاول إقناعه بعكس المنطق الفاسد الذي زرعوه في عقله. تلك الأفكار التي لا تصمد أمام مناقشة موضوعية بلغة بسيطة تشعره بالاحترام.
أختى على سبيل المثال، رأت الكثير من الباعة المساكين في الأسواق يلهثون بذكر اسم أحمد شفيق. وكانت تستطيع إقناعهم بأسلوب سلس بسيط، تقول جملة بسيطة: "دم الشباب في رقابكم" ولتعلموا مدى سذاجة وعي بضعهم وعدم علمهم. سألت سيدة عجوز: وما علاقة شفيق بدم الشباب؟ أجابت أختي: لقد كان رئيسا للوزراء عندما قُتلوا. قالت المرأة متعجبة: وهل كان في الحكم وقتها؟؟؟ يا سادة هؤلاء مساكين، جهلاء ربما، لكنهم ليسوا أغبياء. لديهم قلوب تنبض عندما يصلها الحق. قالت المرأة: حسنا لن أذهب للانتخابات من الاساس. قد تعجب من موقفها، لكنها لا ترى في الثوار من يخاطب عقلها وقلبها.
ثم بالله عليكم، إذا كانت الدنيا من حولك مثالية، فما سر ثورتك؟ وهل يطغي الطاغية إلا بضعف النفوس، وجهل البسطاء الذين يبحثون عن لقمة العيش.
من منكم شعر بالجوع الذي عض أسرة بأكملها، نتيجة للتجويع المتعمد من قبل النظام الفاسد، والذي مازال يعمل بكل قوة ضد ثورتنا.
أذكر أن أحد سائقي سيارات الأجرة. أخبرني أن نصيبه من المد الأول للثورة، أنه جلس ما يقرب من الشهر في بيته بدون عمل. بعد أن سحب صاحب السيارة سيارته. فقد كان يخشى صاحبها على سرقتها أو تعرضها للتكسير. ويستمر الرجل ويحكي بسعادة عن تضحيته، بأنه بعد أن أنفق كل مدخراته البسيطة. أضطر أن يذهب لاحد أماكن توزيع الجرائد. وطلب من بعض معارفه المساعدة بالحصول على بعض الجرائد ليقوم ببيعها، مقابل مكسب بسيط عن كل جريدة. ويضحك بكل رضا وهو يقول ان اليوم كان ينتهى، وقد أكرمه الله بمبلغ طيب، يساعده في شراء قوت يوم أولاده. من منكم أيها الثوار فعل مثل هذا الرجل، والذي لم يتململ لمجرد أنه وقف لبضع دقائق أوساعات في طابور انتخابي؟ نعم هو لم يشارك في مظاهرات التحرير، لكنه وقف لسد جوع صغاره، وقلبه كان معكم. من أجل ماذا سنترك هذا الرجل الطيب لنظام فاسد يأكله حيا. ألا يكفي ما خسره من حياته؟ على الأقل أعطوه الأمل، بأن أولاده في المستقبل سيحيون حياة أفضل.
ثم لماذا لا ننظر لتجربتنا نحن الثوار، ونرى أننا أصبحنا على قدر
غير طبيعي من العناد والمكابرة، وكأننا نلعب في مباراة، ولا نتحدث عن
مستقبل وطن. وذهبنا لننتخب وكأننا في سويسرا، ولسنا في دولة يحيا أكثر من نصف أهلها تحت خطي الفقر والجهل.
لماذا لا نرى أننا قتلنا أنفسنا بعدم اتحاد أبو الفتوح مع حمدين؟ لماذا لا ترون الأنانية وعدم الفهم في كليهما، كما ترونها في هؤلاء البسطاء الذين صوتوا لشفيق؟
كذلك لماذا لا ترون في أنفسكم العناد الكافي، ورفض فكرة التنازل عن رأيكم في المرشح الذي ترونه الأنسب، من أجل تصويت استراتيجي. كل الاحصائيات كانت تسير في ركب أبو الفتوح، ولكن أصر الكثيرون على حمدين. حقق حمدين نتيجة أفضل، لكنه خسر وخسر معه أبو الفتوح. وأزعم أن الكثير من الثوار، لو كانوا يعلمون أن كفة حمدين أرجح، لذهبوا لانتخاب حمدين. فلماذا نستمر في تبادل اللوم، فقد أخطأ الطرفان.
أما أن أرى إنسانا مثقفا يصف من انتخب حمدين بالفهم، وكل من دون ذلك فهو جاهل ومن السفهاء، فهذه والله نهاية كل ثورة ونهاية كل أمل.
فلنفكر بحكمة، نحن قوة، قوة هائلة. لنتحد ونساوم الطرف الأخف ضررا - كما يرى البعض -، ونصل لمكاسب ثورية وسياسية. ماذا نريد أكثر من ضمان أن يُحاكم مبارك وعصابته؟ ماذا نريد أكثر من ضمان عدم الانفراد بالسلطة؟ ماذا نريد أكثر من وجود الثوريين الوطنين في الصفوف الأولى في رفعة مصر مثل حمدين وأبو الفتوح وخالد على؟ وكما قلنا لحمدين وأبو الفتوح، اتحدوا أو موتوا.
أقولها لكم، افيقوا أو موتوا !!!
افيقوا يرحكم الله، الثورة مستمرة، وأول من سنثور عليه هو أنفسنا، وأنانيتنا. مصر فوق الجميع، مصر فوق الجميع، مصر فوق الجميع.
عدنا من الميدان، أمبارح بالليل طبعا، لكن أكلت وأخدت لي تعسيلة. أمبارح كان اليوم باين من أوله بصراحة. *** أول من تحدثت معه في الشارع، هو عامل بسيط، ملخص
موقفه: إنه يتمنى لو كان يملك "بلدوزر"، لكي يقوم بسحق كل المتواجدين في
ميدان التحرير. وتحدث عن مجلس الشعب الذي يجب أن نعطيه الفرصة، وكأن النزول إلى
الميدان سيؤدي إلى حرب أهلية ووقف عجلة الإنتاج، وكأن مجلس الشعب جاء بدون
الثورة وضغط الميدان.
لم أكترث له كثيرا، فقد مللت هذا الصنف، الذي يتحدث وكأن الثورة صادرت
أملاك أبيه، وأوقفت مصانع أسرته الكريمة، وهو أولى الناس بالثورة حيث أنه
يصارع للحصول على قوت يومه.
تسلمني بعدها سائق سيارة أجرة، كانت فترة تجنيده في أمن الدولة. وبالطبع يرى أن المجلس العسكري لا يعلم شيئا، ولا علاقة له بأي شيء. ورؤيته لدور المجلس العسكري، لا تتخطي الأيام الأولى من الثورة. وكأنه لم يرى أو يسمع أي شيء بعدها. وأخذ ينصحني بأهمية أن نجعل أمن الدولة في صفنا، ليحمينا من الفتن الخارجية، والفتن الداخلية، والفتن الطائفية.
ويرى أنه يجب أن نعيد إلى العمل من تم فصلهم أو نقلهم من ضباط أمن الدولة، لأنهم يعلمون كل صغيرة وكبيرة في البلد.
وكيف أننا سنضمن أنهم سيصبحون أبناء حلال، عن طريق الإشراف القضائي على أمن الدولة!
ولا أعلم لماذا كان يحدثني قائلا: أنتم أخطأتم، أنتم أخطأتم.
وإن كان من ينتمون إلى الميدان ليسوا على نفس جبهته.
فلماذا لم يأت ليخبرهم بما ينبغي فعله كخبير استراتيجي؟
المهم أنها من المرات القليلة في حياتي التي لم أجد أي رغبة في التحاور.
وصلت الميدان، وكانت الأعداد كبيرة، خصوصا في منتصف الميدان وحول المنصات. بعد قليل بدأت تنضم المسيرات عبر كوبري قصر النيل.
بعض الشباب كان يهتف: "ماسبيرو، ماسبيرو"، في محاولة لضم أكبر عدد من الثوار والتوجه إلى ماسبيرو.
لا أعلم لماذا كنت أشعر بالضيق على عكس كل مرات تواجدي بالميدان؟
ربما لكثرة تحدثي إلى حزب الكنبة والفلول في بداية اليوم.
وهنا ننصح بعدم تناول الفلول والكنبة قبل الميدان.
بعدها مررت بخيمة ثوار سوريا، وكانوا يلتفون على شكل دائرة يهتفون ويغنون للوطن والحرية.
شعرت بالحزن من أجلهم. حقا من يرى بلاوي الناس، يهون عليه مجلسه.
أظرف ما في هذه اللقطة، أن بعض المصريين كانوا ينضمون لهذه الدائرة، ويكررون نفس الحركات مع الشباب السوري.
ويمكنك بكل سهولة أن تستخرج المواطن المصري الأصيل. أقصد بالطبع أن أهل
سوريا لا يمتازون بالجمال. اللهم لك الحمد على ما قسمته لنا. :)
قبل صلاة المغرب بقليل، ظهرت بادرة شقاق في الميدان، لا تفهم لها سببا.
بعض الجموع تهتف بسقوط حكم العسكر بكل قوة، ويرفضون ما تذيعه منصة الإخوان من أغاني وطنية والنشيد الوطني.
وكلما تحدث أحد الإخوان أو ضيف على المنصة، ظل هؤلاء الشباب في الهتاف
ضدهم، والقليل منهم كانوا يرفعون الأحذية، يمكن أن تعدهم على يد واحدة.
ذلك لأنهم يرفضون فكرة أن هذا اليوم احتفالا بالثورة.
فعندما تزداد الهتافات الرافضة، كان الرد من الإخوان يأتي بأنهم يشغلون
القرآن، أو الأغاني الوطنية. وأجهزة الصوت على منصتهم كانت كفيلة بإخفاء
أصوات الآخرين.
لم يكن موقف هؤلاء الشباب هو موقف كل الميدان، ولكن عددهم لم يكن قليلا.
قمت بالدوران حول المنصة، لتأدية الصلاة. والبحث عن بعض أصدقاء الميدان في منطقة مسجد عمر مكرم.
عندها وجدت اشتباكات كلامية حادة بين أفراد من الشباب، يتكلمون بشكل حماسي، لكني شخصيا لم أتعاطف معهم.
خصوصا مع السباب والشتائم - شتائم بالأم - للطرف الآخر والذي كان معظمه من الإخوان.
وتجد الشاب من هؤلاء يحيط به البعض في محاولة لتهدئته، وهو لا يتوقف.
وأخذ أحدهم يهدد الإخوان بأنهم - أي الشباب - سيحملون السلاح ضدهم، خاتما عبارته ب "يا ولاد ال..."
وأن الشباب سيسحلون الإخوان في الشوارع..."يا ولاد ال..."
لم أشعر أن هؤلاء من الأشكال التي أعتدت رؤيتها، ليسوا بلطجية وتلك الأشكال العجيبة. لكن لم أتمكن من ابتلاع طريقتهم.
فقد رأيت الكثير من شباب الميدان، عندما يتناقشون مع الرافضين لموقفهم.
وكان شباب الميدان في معظم الوقت يتحدثون بكل أدب واحترام، حتى ولو
انفعلوا.
صليت المغرب، ووجدت أحد الشباب. في جدال مع أعداد كبيرة من الإخوان. ويكرر نفس الكلام عن بيع الثورة، وعن الصفقة، ودم الشهداء.
وكان الإخوان إذا غضب أو انفعل من يدير دفة النقاش من طرفهم، يسحبونه لكي لا يحدث تصعيد، ثم يستكمل غيره النقاش.
فإذا استمر النقاش عقيما. كانوا يتناصحون بينهم بوقف النقاش، لأنه لا طائل منه.
رؤيتي الشخصية، أن الأمر يتكرر بنفس الأسلوب ونفس الوتيرة، بشكل لم أفهمه.
خلف المنصة، وجدت عدة صفوف متلاحمة، تقف لحماية المنصة من أي هجوم عليها.
الزحام يتمركز في منتصف الميدان، والشوارع أقل زحاما.
درت حول الصينية، حتى أصبحت عند منصة أخرى يقودها بعض الشباب، وكانت أكثر حماسا لفكرة الثورة، وكانوا يهتفون: "دي ثورة، مش حفلة".
وكان أحد الشباب يحكي قصة رحلته إلى وزارة الدفاع، ولا أعلم أكانت قصة قديمة، أم يتحدث عن نفس اليوم.
حزنت لفكرة تشتت القوى، في وقت نريد فيه التركيز على طرد العسكر من المشهد، ولا يوجد أي مستفيد غير العسكر من هذا السيناريو الغريب.
المشرق في القصة، أن الشعب أثبت أنه لم يتواجد يوم 25 من أجل الكوبونات، التي ضربها المجلس في جيبه.
كذلك مصر لا تخلو من الطرائف، فبينما الناس يختلفون مع بعضهم في الرؤى.
كان بائع الذرة يهتف: "يسقط، يسقط، من لا يشتري الذرة"
********
عدنان القماش
27 يناير 2012
وعدنا من الميدان بفضل الله وكرمه ورحمته، للمرة المليون يثبت شعب مصر أنه على قدر الحدث.
ما شاء الله الأعداد فوق الوصف، من أزحم المرات التي زرت فيها الميدان. وشخصيا فشلت عدة مرات في اختراق دائرة المنتصف في وقت الذروة، رغم مهاراتي المتعددة كأحد ابناء مدينة الموالد. لكن اليوم كان يوما مزدحما "بغباوه :D"
لا أمل للتعامل مع هذه الكتل البشرية، إلا بجعل المصريين مثل شعوب الخليج،
يأتي من يهرش لنا، لأننا "منيائين"، دون هذا لا مجال للحل.
والشباب الشباب الشباب....لا أجد غير هذه الكلمة.
لا يوجد الكثير من الأمور المثيرة، لكنها مليونية ناجحة بكل المقاييس.
رأيت بعض السياح في الميدان، أجانب وعرب، وكان الناس يرحبون بهم.
أفضل الهتافات: "عسكر عسكر عسكر ليه؟ ورثتونا ولا إيه؟"، بالإضافة للهتاف الأجمل: "يسقط يسقط حكم العسكر"
قطعا طنطاوي وعنان لم يدقا الناقصة مثل مرة مجلس الوزراء، ليس فقط لخوفهما من هذا الحشد، ولكن لوجودي في الميدان هذه المرة.
حيث أنه من المؤكد أن المخابرات أبلغتهما في المرة السابقة بتواجدي خارج
العاصمة، فوجدا الفرصة سانحة لإشعال فتيل أحداث مجلس الورزاء.
تركت الميدان بعد الساعة العاشرة مساءً، وكانت الحشود تتوافد على الميدان، ويبدو أنها ليلة اعتصام.
يا سادة لا مجال لأي أحمق أن يظن أنه سيمتطي صهوة هذا الشعب، خصوصا مع
الجيل الحالي، ثم الذي يليه، وأرى الجيل التالي أخطر وأقوى وأكثر حماسة.
وأصبح يقينا أنه على كل فاشل أن يسعى للفرار بأقل الخسائر.
ولن أقول غير أن ثورتنا مستمرة...ولله الحمد. *** عدنان القماش