مرة تلو الأخرى، نرى نفس المقدمات، ثم تتكرر النتيجة ذاتها.
صداع إعلامي غير عادي. قليل من الحقائق، وكثير من الكذب والإشاعات.
هوجه لا مثيل لها، ثم تأتي النتائج بما لا تشتهي السفن.
وبالنظر إلى الواقع على الأرض، تجد أن المعارضة - أو كما يحلو للبعض بتسميتها النخبة - لعبت دورا أكثر من رائع في حشد الناس للتصويت بنعم.
فهذه المعارضة المفككة، التي لا تمثل إلا نفسها.
قامت بكل ما يدفع المواطنين إلى التصويت في الاتجاه المضاد، وأضاعت الفرصة على المخلصين الذين يريدون الإصلاح ما استطاعوا.
وهذا نابع من عدم قدرة هذه المعارضة على التحليل وقراءة الواقع.
وأصبح من الواضح حبهم للاستعراض أمام الكاميرات، أكثر من التفكير والتحليل والعمل الجاد على أرض الواقع بين الناس.
فالناظر لواقع ما قبل معركة الاستفتاء. يرى قوى كثيرة، كثيفة العدد، كانت سترفض هذا الدستور.
السلفيون كانوا يحشدون الحشود، ويجيشون الرأي العام، لرفض هذا الدستور الذي لا يتبنى الشريعة كما ينبغي.
حركة حازمون، كانوا قد دخلوا معركة التصويت بلا. وكان سيفهم المشهر، هو رفض تغول أجهزة الدولة، التي لا يكبلها الدستور. بل يقنن الأمر الواقع. مثل موقف الدستور من المؤسسة العسكرية.
دكتور أبو الفتوح ومعه دكتور عمرو خالد، بتأثيرهما الكبير على تيار الوسط من الشباب، كانا يرفضان الدستور لكلا السببين السابقين.
وكذلك شباب 6 أبريل، بالإضافة للكثير من الشباب الغير مسيس، الذين اعتبروا مسودة الدستور بعيدة عن الطموحات الثورية.
المباراة تبدو محسومة، لا ريب.
ثم جاء الانفجار.
إعلان دستوري، توقيته جعله يبدو ديكتاتوريا.
ولو أصدر الرئيس هذا الإعلان بعد الإطاحة بالمجلس العسكري، لاعتبره الكثيرون إعلانا ثوريا.
خصوصا لو أضاف إليه خطوة سياسية بارعة.
وهي الإطاحة بالنائب العام السابق - وهو أحد أركان النظام السابق لا ريب-، ثم إلقاء الكرة في ملعب القضاء. بتركهم يختارون نائبا عاما من بينهم.
أو على الأقل يتم تعيين شخصية ذات مكانة وشعبية مثل المستشار البسطويسي، أو المستشار زكريا عبد العزيز.
وبدلا من أن تستغل المعارضة هذا الخطأ، وجعل هذا الإعلان نقطة ارتكاز في إضعاف شعبية الدكتور مرسي. مما يفتح المجال أمامها للفوز بمكانة البديل صاحب الحضور القوي، الذي يحمل هموم وأحلام المستقبل.
ذهبت المعارضة في الاتجاه الخاطئ. بمحاولة إسقاط دكتور مرسي نفسه، بدلا من إسقاط الإعلان الدستوري.
مما فرض على قوى التيار الإسلامي التوحد، لصد هذه الهجمة التي أصبحت هجمة على المشروع الإسلامي في حد ذاته.
فبالإضافة إلى كون دكتور مرسي هو الشرعية المنتخبة الوحيدة، مما أكسبه الكثير من التعاطف. فهو ممثل المشروع الإسلامي، حتى لو نقصه الكثير من العمل في صالح هذا المشروع.
وبالإضافة لتوجه المعارضة إلى الهجوم على الرئيس المنتخب. كان من الواضح، ضعف تواجد الشباب الثوري في الميدان. مما أدى إلى ظهور الفلول بقوة. ففقد الميدان قيمته المعنوية، كرمز العفاف الثوري. فبدى الميدان وكأنه تحالف مع الفلول وأهل الثورة المضادة، أو هكذا تم تصوير المشهد. رغم من في الميدان من شباب يبحث عن الحق والعدل.
وكان الخطأ الأكبر، هو الاعتماد على قوة الحشد وحدها.
نعم حشود المعارضة كانت كبيرة هذه المرة، لكن قلوبهم شتى، وهذه هي نقطة الضعف الرئيسية.
والتي أظهرت الفارق بين الفريقين، وأراها النقطة المحورية في كل صراع.
وهي أن الكيانات الإسلامية يمكنها أن تكون أكثر مرونة، ويمكن أن تتنازل عن بعض النقاط، مقابل الحفاظ على الكيان الأكبر.
وهذا لم يحدث من طرف المعارضة، التي لم تظهر أي قدر من المرونة. وبدت وكأن هدفها التصعيد إلى أقصى مدى. مما أدى إلى الشعور بأن البلاد في طريقها إلى حافة الحرب الأهلية، ومنها إلى الضياع.
وتركت الناس يقعون في فخ المؤامرة، سواء كانت المؤامرة حقيقية أو خيالية، لكن العقول أصبحت مهيئة لتصدق أي شيء.
خصوصا مع ظهور بعض أجهزة الدولة بمظهر المتآمر. مثل انسحاب الشرطة من أمام القصر الجمهوري، وعدم قيامها بالفصل بين الطرفين المتناحرين، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.
ومن المآخذ كذلك، تصعيد المعارضة للاحتجاجات بشكل سريع، ونقلها من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية، قبل مرور الوقت الكافي الذي يعطي شرعية واضحة لهذا التصعيد.
مما أدى إلى فقد التعاطف من قبل البعض. خصوصا أن ما حدث في الثورة ضد النظام السابق مازال عالقا في الأذهان. حيث انتظر الثوار لما يقرب من ثلاثة أسابيع قبل التصعيد والانتقال إلى القصر الجمهوري، بكل ما يحمله هذا التصعيد من احتمالات مواجهة مباشرة.
وبرفع الشعارات الرنانة، بأن الرئيس فقد شرعيته. انتقل الصراع من خانة المعارضة لقرارات، إلى الهجوم على الشرعية.
بما يهدد الاستقرار، ويصبح الاحتكام إلى الشارع والحشود هو الحل.
فبالإضافة إلى أن النظام السابق لم يملك شرعية حقيقية، كذلك لم يكن لديه من المؤيدين ما يكفي للثبات على الأرض.
مما يعني أن أي صدام في وضعنا الجديد، بوجود شرعية وحشود حقيقية مؤيدة لهذه الشرعية. إما أنه سيؤدي إلى إصابة البلاد بالشلل التام، أو الصدام الدموي بين أبناء الشعب الواحد.
هذا المشهد الملتهب، زاد من الرغبة في الاستقرار والحفاظ على البلاد. أكثر بكثير من الرغبة في انتاج دستور أفضل.
ثم هذه الحالة المتردية التي ظهر عليها فكر المعارضة، وعدم قدرتها على تقديم البديل.
جعل البعض يرى أن رفض الدستور والتصويت بعدم الموافقة. لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، وأنه لو أنتظرنا لمدة عام من الآن، لن يكون في الإمكان أبدع مما كان.
وأصبح السؤال: هل سترضى هذه المعارضة بنتائج انتخاب الجمعية التأسيسة الجديدة، إذا جاءت بالإسلاميين مرة أخرى؟
فأصبح الوضع وكأن نعم، تمثل: طريق واضح فيه عقبات. ولا، تمثل: عقبات واضحة، بدون طريق.
ثم ظهر النجم الأسطوري في هذا الصراع، والذي تفاجأت شخصيا بما أصابه !
وهو الدكتور البرادعي، الذي قام بدور الطابور الخامس في هذا الصراع.
فالرجل أرتكب من الطامات الكبرى ما يكفي لنسف المعارضة.
وظهر جليا أنه لا يفهم ولا يشعر بواقعنا المصري. وليس تشويها له، كما كان يدافع عنه أنصاره.
ولأول مرة أجد من يؤمنون بفكر الرجل، يصرخون فيه: أصمت.
هل يعقل أن يتحدث عن إنكار الهولوكوست، والهولوكوست الحقيقي منصوب في فلسطين الحبيبة، ويلهب ظهورنا ويدمي قلوبنا؟
هل يتحدث عن بوذا، في بلد لا يعرف أهله غير الإسلام والمسيحية، وتكاد تكون الديانة السماوية الثالثة غير متواجدة؟
ثم جاءت الضربة القاصمة باستعداء الغرب الواضح والصريح، بمطالبة الإدارات الغربية بالتدخل.
وبعدها توالت الأخطاء بتصريحات متعالية متعجرفة عن الشعب المصري. وأكثرها شهرة هو تصريح الكاتب علاء الأسواني.
ودعوته بأن يُمنع من التصويت كل من لا يستطيع القراءة والكتابة.
وبذلك يضرب الأسواني فكرة الديموقراطية في مقتل. ويُظهر المعارضة، كمن يعبدون تمثال العجوة، ثم يأكلونه عندما يشعرون بالجوع !
ثم جاءت دعوات الحوار من طرف مؤسسة الرئاسة، التي وإن كانت تراها المعارضة صورية. إلا أنه وجب عليهم حضورها. إن لم يكن لصالح الوطن، فعلى الأقل ليكن بهدف احراج الخصم سياسيا.
ثم يتجلى ضعف المعارضة، عندما نصل لنقطة متابعة نتائج الاستفتاء.
الكل مشدوه الأفواه، يتابع النتائج التي تعرضها جهات محسوبة على الإخوان، أو في انتظار النتائج التي تعرضها الدولة.
ألم يكن هناك آلية لمتابعة الانتخابات ونتائجها، تظهر المعارضة كلاعب سياسي قوي على الساحة، لديه القدرة على التنظيم. مما يعطيها مصداقية تمثيل هذه الجموع. بدلا من الاكتفاء بالتشكيك في نتائج الانتخابات !
لو أحب البعض تبني نظرية المؤامرة، وتبرير ما حدث على أنه محاولة إخوانية، لاعبوا خلالها الجميع لتمرير الدستور، لهم ذلك. لكن مهما كان حال من تعتبره خصما. لا يمكن أن تنكر هذا الدور العجيب والمريب الذي قمت به !
والذي إن دل، فيدل على الخواء السياسي في مجتمعنا.
وأن المعارضة ما زالت في حاجة للكثير من الوقت والجهد، لتحصل على قيادة رشيدة، وطرح نفسها كمعارضة حقيقية.
وليست معارضة تتكون ممن يأكلون من عرق أفواههم، ولا يهمهم مصلحة الوطن، الذي هو في أمس الحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة.
معارضة تعمل على تقويم الحاكم إن أخطأ، وتقديم الحلول البديلة.
وليس فقط الاعتراض والتصعيد حتى الوصول بالبلاد إلى حافة الهاوية. وبهذا تخرج من حالة الخصم المعارض، إلى حالة الخصم المناوئ، أو كما يسمى بالشريك المخالف.
ومازالت الفرصة سانحة أمام الدكتور مرسي لاستيعاب هذا الانشقاق في المجتمع. وأول السبل هو استيعاب الشباب الذي يرغب في البناء، وإعطائهم الأمل في غد أفضل. بالتخطيط والعلم والعمل، وليس بالخطب الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
صداع إعلامي غير عادي. قليل من الحقائق، وكثير من الكذب والإشاعات.
هوجه لا مثيل لها، ثم تأتي النتائج بما لا تشتهي السفن.
وبالنظر إلى الواقع على الأرض، تجد أن المعارضة - أو كما يحلو للبعض بتسميتها النخبة - لعبت دورا أكثر من رائع في حشد الناس للتصويت بنعم.
فهذه المعارضة المفككة، التي لا تمثل إلا نفسها.
قامت بكل ما يدفع المواطنين إلى التصويت في الاتجاه المضاد، وأضاعت الفرصة على المخلصين الذين يريدون الإصلاح ما استطاعوا.
وهذا نابع من عدم قدرة هذه المعارضة على التحليل وقراءة الواقع.
وأصبح من الواضح حبهم للاستعراض أمام الكاميرات، أكثر من التفكير والتحليل والعمل الجاد على أرض الواقع بين الناس.
فالناظر لواقع ما قبل معركة الاستفتاء. يرى قوى كثيرة، كثيفة العدد، كانت سترفض هذا الدستور.
السلفيون كانوا يحشدون الحشود، ويجيشون الرأي العام، لرفض هذا الدستور الذي لا يتبنى الشريعة كما ينبغي.
حركة حازمون، كانوا قد دخلوا معركة التصويت بلا. وكان سيفهم المشهر، هو رفض تغول أجهزة الدولة، التي لا يكبلها الدستور. بل يقنن الأمر الواقع. مثل موقف الدستور من المؤسسة العسكرية.
دكتور أبو الفتوح ومعه دكتور عمرو خالد، بتأثيرهما الكبير على تيار الوسط من الشباب، كانا يرفضان الدستور لكلا السببين السابقين.
وكذلك شباب 6 أبريل، بالإضافة للكثير من الشباب الغير مسيس، الذين اعتبروا مسودة الدستور بعيدة عن الطموحات الثورية.
المباراة تبدو محسومة، لا ريب.
ثم جاء الانفجار.
إعلان دستوري، توقيته جعله يبدو ديكتاتوريا.
ولو أصدر الرئيس هذا الإعلان بعد الإطاحة بالمجلس العسكري، لاعتبره الكثيرون إعلانا ثوريا.
خصوصا لو أضاف إليه خطوة سياسية بارعة.
وهي الإطاحة بالنائب العام السابق - وهو أحد أركان النظام السابق لا ريب-، ثم إلقاء الكرة في ملعب القضاء. بتركهم يختارون نائبا عاما من بينهم.
أو على الأقل يتم تعيين شخصية ذات مكانة وشعبية مثل المستشار البسطويسي، أو المستشار زكريا عبد العزيز.
وبدلا من أن تستغل المعارضة هذا الخطأ، وجعل هذا الإعلان نقطة ارتكاز في إضعاف شعبية الدكتور مرسي. مما يفتح المجال أمامها للفوز بمكانة البديل صاحب الحضور القوي، الذي يحمل هموم وأحلام المستقبل.
ذهبت المعارضة في الاتجاه الخاطئ. بمحاولة إسقاط دكتور مرسي نفسه، بدلا من إسقاط الإعلان الدستوري.
مما فرض على قوى التيار الإسلامي التوحد، لصد هذه الهجمة التي أصبحت هجمة على المشروع الإسلامي في حد ذاته.
فبالإضافة إلى كون دكتور مرسي هو الشرعية المنتخبة الوحيدة، مما أكسبه الكثير من التعاطف. فهو ممثل المشروع الإسلامي، حتى لو نقصه الكثير من العمل في صالح هذا المشروع.
وبالإضافة لتوجه المعارضة إلى الهجوم على الرئيس المنتخب. كان من الواضح، ضعف تواجد الشباب الثوري في الميدان. مما أدى إلى ظهور الفلول بقوة. ففقد الميدان قيمته المعنوية، كرمز العفاف الثوري. فبدى الميدان وكأنه تحالف مع الفلول وأهل الثورة المضادة، أو هكذا تم تصوير المشهد. رغم من في الميدان من شباب يبحث عن الحق والعدل.
وكان الخطأ الأكبر، هو الاعتماد على قوة الحشد وحدها.
نعم حشود المعارضة كانت كبيرة هذه المرة، لكن قلوبهم شتى، وهذه هي نقطة الضعف الرئيسية.
والتي أظهرت الفارق بين الفريقين، وأراها النقطة المحورية في كل صراع.
وهي أن الكيانات الإسلامية يمكنها أن تكون أكثر مرونة، ويمكن أن تتنازل عن بعض النقاط، مقابل الحفاظ على الكيان الأكبر.
وهذا لم يحدث من طرف المعارضة، التي لم تظهر أي قدر من المرونة. وبدت وكأن هدفها التصعيد إلى أقصى مدى. مما أدى إلى الشعور بأن البلاد في طريقها إلى حافة الحرب الأهلية، ومنها إلى الضياع.
وتركت الناس يقعون في فخ المؤامرة، سواء كانت المؤامرة حقيقية أو خيالية، لكن العقول أصبحت مهيئة لتصدق أي شيء.
خصوصا مع ظهور بعض أجهزة الدولة بمظهر المتآمر. مثل انسحاب الشرطة من أمام القصر الجمهوري، وعدم قيامها بالفصل بين الطرفين المتناحرين، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.
ومن المآخذ كذلك، تصعيد المعارضة للاحتجاجات بشكل سريع، ونقلها من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية، قبل مرور الوقت الكافي الذي يعطي شرعية واضحة لهذا التصعيد.
مما أدى إلى فقد التعاطف من قبل البعض. خصوصا أن ما حدث في الثورة ضد النظام السابق مازال عالقا في الأذهان. حيث انتظر الثوار لما يقرب من ثلاثة أسابيع قبل التصعيد والانتقال إلى القصر الجمهوري، بكل ما يحمله هذا التصعيد من احتمالات مواجهة مباشرة.
وبرفع الشعارات الرنانة، بأن الرئيس فقد شرعيته. انتقل الصراع من خانة المعارضة لقرارات، إلى الهجوم على الشرعية.
بما يهدد الاستقرار، ويصبح الاحتكام إلى الشارع والحشود هو الحل.
فبالإضافة إلى أن النظام السابق لم يملك شرعية حقيقية، كذلك لم يكن لديه من المؤيدين ما يكفي للثبات على الأرض.
مما يعني أن أي صدام في وضعنا الجديد، بوجود شرعية وحشود حقيقية مؤيدة لهذه الشرعية. إما أنه سيؤدي إلى إصابة البلاد بالشلل التام، أو الصدام الدموي بين أبناء الشعب الواحد.
هذا المشهد الملتهب، زاد من الرغبة في الاستقرار والحفاظ على البلاد. أكثر بكثير من الرغبة في انتاج دستور أفضل.
ثم هذه الحالة المتردية التي ظهر عليها فكر المعارضة، وعدم قدرتها على تقديم البديل.
جعل البعض يرى أن رفض الدستور والتصويت بعدم الموافقة. لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، وأنه لو أنتظرنا لمدة عام من الآن، لن يكون في الإمكان أبدع مما كان.
وأصبح السؤال: هل سترضى هذه المعارضة بنتائج انتخاب الجمعية التأسيسة الجديدة، إذا جاءت بالإسلاميين مرة أخرى؟
فأصبح الوضع وكأن نعم، تمثل: طريق واضح فيه عقبات. ولا، تمثل: عقبات واضحة، بدون طريق.
ثم ظهر النجم الأسطوري في هذا الصراع، والذي تفاجأت شخصيا بما أصابه !
وهو الدكتور البرادعي، الذي قام بدور الطابور الخامس في هذا الصراع.
فالرجل أرتكب من الطامات الكبرى ما يكفي لنسف المعارضة.
وظهر جليا أنه لا يفهم ولا يشعر بواقعنا المصري. وليس تشويها له، كما كان يدافع عنه أنصاره.
ولأول مرة أجد من يؤمنون بفكر الرجل، يصرخون فيه: أصمت.
هل يعقل أن يتحدث عن إنكار الهولوكوست، والهولوكوست الحقيقي منصوب في فلسطين الحبيبة، ويلهب ظهورنا ويدمي قلوبنا؟
هل يتحدث عن بوذا، في بلد لا يعرف أهله غير الإسلام والمسيحية، وتكاد تكون الديانة السماوية الثالثة غير متواجدة؟
ثم جاءت الضربة القاصمة باستعداء الغرب الواضح والصريح، بمطالبة الإدارات الغربية بالتدخل.
وبعدها توالت الأخطاء بتصريحات متعالية متعجرفة عن الشعب المصري. وأكثرها شهرة هو تصريح الكاتب علاء الأسواني.
ودعوته بأن يُمنع من التصويت كل من لا يستطيع القراءة والكتابة.
وبذلك يضرب الأسواني فكرة الديموقراطية في مقتل. ويُظهر المعارضة، كمن يعبدون تمثال العجوة، ثم يأكلونه عندما يشعرون بالجوع !
ثم جاءت دعوات الحوار من طرف مؤسسة الرئاسة، التي وإن كانت تراها المعارضة صورية. إلا أنه وجب عليهم حضورها. إن لم يكن لصالح الوطن، فعلى الأقل ليكن بهدف احراج الخصم سياسيا.
ثم يتجلى ضعف المعارضة، عندما نصل لنقطة متابعة نتائج الاستفتاء.
الكل مشدوه الأفواه، يتابع النتائج التي تعرضها جهات محسوبة على الإخوان، أو في انتظار النتائج التي تعرضها الدولة.
ألم يكن هناك آلية لمتابعة الانتخابات ونتائجها، تظهر المعارضة كلاعب سياسي قوي على الساحة، لديه القدرة على التنظيم. مما يعطيها مصداقية تمثيل هذه الجموع. بدلا من الاكتفاء بالتشكيك في نتائج الانتخابات !
لو أحب البعض تبني نظرية المؤامرة، وتبرير ما حدث على أنه محاولة إخوانية، لاعبوا خلالها الجميع لتمرير الدستور، لهم ذلك. لكن مهما كان حال من تعتبره خصما. لا يمكن أن تنكر هذا الدور العجيب والمريب الذي قمت به !
والذي إن دل، فيدل على الخواء السياسي في مجتمعنا.
وأن المعارضة ما زالت في حاجة للكثير من الوقت والجهد، لتحصل على قيادة رشيدة، وطرح نفسها كمعارضة حقيقية.
وليست معارضة تتكون ممن يأكلون من عرق أفواههم، ولا يهمهم مصلحة الوطن، الذي هو في أمس الحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة.
معارضة تعمل على تقويم الحاكم إن أخطأ، وتقديم الحلول البديلة.
وليس فقط الاعتراض والتصعيد حتى الوصول بالبلاد إلى حافة الهاوية. وبهذا تخرج من حالة الخصم المعارض، إلى حالة الخصم المناوئ، أو كما يسمى بالشريك المخالف.
ومازالت الفرصة سانحة أمام الدكتور مرسي لاستيعاب هذا الانشقاق في المجتمع. وأول السبل هو استيعاب الشباب الذي يرغب في البناء، وإعطائهم الأمل في غد أفضل. بالتخطيط والعلم والعمل، وليس بالخطب الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
يا سادة عيشوا بين الناس وأشعروا بآلامهم، ولا تنسوا أبدا مداعبة أحلامهم البسيطة.
المعارضة صوتت بنعم للدستور !
بقلم: عدنان القماش
23 ديسمبر 2012
مدونة المواطن المستقيل (سابقا)
http://resignedcitizen.blogspot.com
this piece is brilliant
ردحذفشهادة نعتز بها يا فندم، وحقيقي أخجلتم تواضعنا.
حذفi shared on my FB
ردحذفaho ne7awel nesayyatak ;P
هو ده الكلام... :)
حذف