ميدان التحرير 2 يونيو 2012
في طريق العودة من زيارات عائلية خارج القاهرة.
قررت أسرتنا الكريمة الذهاب إلى ميدان التحرير، للاحتفال مع الشعب بقرطستنا جميعا.
ما أن أقتربنا من باب الخروج إلى الميدان، أنقض علينا فتى طيب، يحمل ثلاثة أكواب بها ألوان. وأخذ يرسم على وجوه ابنائي علم مصر.
وكدت أن أبكي من شدة التأثر بهذه الوطنية والروح الطيبة ومدى تضحية الشاب بوقته ليظهر الثورة وأطفالها بهذا الشكل الأنيق.
وما أن أنتهى، ابتسم قائلا: خمس جنيهات فقط.
وكانت مفاجأة. فأنا أعلم أن هناك من يقوم بنفس الفعل دون الحصول على مقابل.
وعندما سألته: لماذا لم تخبرنا؟ قال: خليها علينا يا أستاذ. فأعطيته ثلاث جنيهات.
الأجواء عادت للتألق كالعادة، ودبت الروح في ميدان التحرير من جديد، مشهد يبعث الأمل في النفوس .
وأظهر الشعب الكثير من الوعي، فرغم أن المظاهرات انطلقت إعتراضا على أحكام قضية قتل الثوار.
وخصوصا بعد أن أثبت القضاء المصري الشامخ على روحه، أن الضحايا كانوا يمثلون أنهم موتى. وأثبت كذلك أن ابناء سيادة الرئيس الرمز ومساعدي شيطان الأنس كانوا كلهم ملائكة أبرياء.
إلا أن جل اهتمام الثوار انصب على سيادة الشفيق. والذي يمثل بوصوله للرئاسة بداية النهاية، حيث ستعود آلة القمع لتعمل بكل قوتها.
وعند وصول سيادته، سنبارك مقدما للإخوان، حيث أننا نتوقع لهم الحصول على دور القاتل المجهول في مسلسل الثورة المصرية التي سيتغير اسمها إلى الثورة الكوميدية، إذا وصل سيادة الشفيق إلى سدة الحكم.
آلاف الشباب يهتفون ضد العسكر والداخلية والعرة...الذي ما هو إلا الشفيق. وفي هتاف آخر يتم تعريفة بأنه الجزمة.
الحالة العامة عبارة عن غضب عارم. والشباب أصبح يستعمل الهتافات الصريحة في كشف الفضيحة.
وبينما كان الأستاذ عبد الله ابني يريد النوم، فأخذ يبكي ويطالب بالذهاب بعيدا عن هذه الثورة المزدحمة. أظهر السيد عبد الرحمن ابني الأصغر الكثير من الوطنية، ولعبت الجينات المصرية دورها. فما أن أبتعدنا عن شارع محمد محمود الذي كان يحتشد فيه شباب الألتراس. أخذ عبد الرحمن يبكي لأنه يريد العودة إلى الشعب. هكذا يسميهم، ليصفق معهم. فدائما يهتف "الثعب يُيد استات النثام"
توجهنا بعدها لنصبح أمام مجمع التحرير، وهناك ترى الكثير من الجرافتي والكتابات. وهناك كتابات على الأرضية. مثل: يسقط يسقط حكم الشفشق. وغيرها مما يستلزم تدخل الرقابة لحذفه.
فحصل كل من الأستاذين أقلاما وأخذا يرسمان. وهنا رسم الأخ عبد الله الفاضل، صورة سيادة الشفيق في شيكارة، وفقا لما ورد في القصيدة العصماء.
يا إخوة لا تيأسوا، الأجيال القادمة لا حل لها بعون الله.
وبعدها تصادف حضور السيد مدحت، والشهير بالمعلم زلطة. والتقطنا له صورة مع الأستاذ عبد الله.
ثم انطلقت بعض الألعاب النارية في الهواء.
ورغم روعة الأجواء، لكننا لم نتمكن من المكوث طويلا فانطلقنا إلى البيت. بينما الشباب ينظمون أنفسهم لعمل اللجان الشعبية، لحماية مداخل الميدان.
وأثناء الذهاب إلى المترو للعودة إلى المنزل، كان هناك بعض النسوة في محطة التحرير، يهتفن:
يا شفيق يا عره...بكره هتطلع بره
يا شفيق يا جزمه...يا اللي مالكش لزمه
ثم يتم تغيير الجملة الأخيرة ببراعة بلاغية لتصبح "بانص برباط": أضربوه بالجزمه ...شفيق ما لوهش لزمه.
ميدان التحرير 2 يونيو 2012
بقلم: عدنان القماش
resignedcitizen.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
al_real_king@yahoo.com